المؤتمر السنوي الثاني والخمسون لجمعية اندية الليونز تحت شعار: بيروت ما بتموت

أقامت جمعية أندية الليونز الدولية المنطقة 351 لبنان الأردن فلسطين، الإحتفال الرسمي لمؤتمرها السنوي الثاني والخمسين، في ملعب سن الفيل البلدي، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلا بوزيرة المهجرين في حكومة تصريف الاعمال غادة شريم، بعدما تم نقل مكان الإحتفال الذي كان مقررا في مرفأ بيروت.

حضر الإحتفال سفير النمسا الدكتور رينيه آمري، المدير الدولي السابق لأندية الليونز سليم موسان، قائد الجيش العماد جوزيف عون ممثلا بالعميد الركن فؤاد عبيد، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا ممثلا بالمقدم جوزيف غفري، المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، رئيس بلدية سن الفيل نبيل كحالة، أعضاء المجلس البلدي في سن الفيل، منسق فريق القيادة في الشرق الاوسط الحاكم السابق نبيل الروس، الحاكم السابق المباشر نبيل نصور، النائب الأول لحاكم المنطقة عايدة قعوار، النائب الثاني لحاكم المنطقة بطرس عون، الحكام السابقون، أمين سر مجلس المنطقة سليم عقل، أمين مال مجلس المنطقة جوني غزال، رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور نادين الفرنجي، رئيس قطاع الأردن أدولف صويص والوفد المشارك، أعضاء مكتب مجلس الحاكم، رؤساء وأعضاء أندية الليونز والليو.

إفتتح الحفل الرسمي للمؤتمر، بالنشيد الوطني، السلام الملكي الاردني والنشيد الفلسطيني.

بعد الدعاء الذي رنمته الفنانة الين لحود، رحبت عريفة الإحتفال السيدة فريال حداد بالحضور ثم تم عرض وثائقي عن انفجار الرابع من آب والمساعدات وأعمال الترميم التي قدمتها جمعية أندية الليونز ‏ضمن حملة “راجعين عا البيت”.

الفرنجي

وأكدت الفرنجي، أننا “لسنا في مؤتمر وحسب، بل برسالة أمل لهذه المدينة العظيمة التي دمرت مرات عدة وقامت من جديد”، ثم تحدثت عن حملة “راجعين عا البيت”، “التي أتت بعد صرخة الألم التي أطلقها الليونز في المنطقة 351”.

وقالت: “إن هذا المؤتمر يأتي تتويجا لجهود جمعية أندية الليونز في هذه الحملة التي ساندت أهالي العاصمة. كما إنه أيضا رسالة أمل بوجه مأساة كبيرة عصفت بمنطقتنا وبالعالم كله، وهي جائحة كورونا، تكريما للجسم الطبي الذي هو خط الدفاع الاول لحماية الانسان”.

بعدها، شكرت لكل “الذين تعبوا لإنجاح المؤتمر، من أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر وفريق العمل داخل الليونز وخارجه، بخاصة بعدما تم نقل مكان إقامته من مرفأ بيروت الى سن الفيل بعد اللغط الذي حصل مع أهالي شهداء المرفأ”.

ثم تم عرض لوحة فنية تعبيرية بعنوان “بيروت ما بتموت”، ومن بعدها وتقديرا لجهود فرق الدفاع المدني، وتحية لروح شهداء فوج الإطفاء، سلمت الجمعية درعا تكريمية للدفاع المدني بشخص المدير العام العميد ريمون خطار.

خطار

وقال خطار: “نلتقي الليلة بعد أكثر من تسعة أشهر على المأساة الكبرى التي تجرعنا كأسها المر، في زمن تكثر فيه الأحزان وتختلط فيه آلام الأحياء في الأرض وفراق الأبرياء الذين استشهدوا في انفجار العصر، مع الأوضاع الصحية الناتجة من جائحة كورونا، والاقتصادية والمالية التي يعاني منها الشعب بغالبيته”.

أضاف: “كلنا متألمون، وفي أعماق كل منا حسرة في القلب وجراح لا تبرأ، والشفاء منها صعب للغاية، لكن إرادة الحياة لا تزال أقوى، وهذا التكريم خير شاهد على الرغبة الأكيدة في بلسمة جراح النفس لمتابعة المسيرة الوطنية مهما قست الظروف”.

وأشار الى “دور وتاريخ أندية الليونز الطويل في العطاء بلا حدود”.

وأضاف: “هنا وجه الشبه مع الدفاع المدني المتأهب دوما للعطاء حتى الاستشهاد. إن التكريم الذي قررتموه، ليس لي بقدر ما هو لكل واحد من هؤلاء الأبطال من عناصرالدفاع المدني ومتطوعيه. وإننا نفتخر بأن يأتي من أعضاء الليونز الذين يتمتعون بالحس القيادي والحكمة والطموح وقاموا بتخصيص مواهبهم ومهاراتهم للعمل من أجل تطوير مجتمعاتهم. فباسمي، ونيابة عن كل واحد من عائلة الدفاع المدني المنتشرة على جميع الأراضي اللبنانية، أتوجه اليكم بالشكر العميق على عاطفتكم النبيلة تجاه الدفاع المدني، الذي يتخطى الصعوبات اللوجستية التي تواجهه، ويستمر في أداء مهامه بصدور عامرة بالاندفاع ومصممة على مواجهة التحديات مهما بلغت تحت شعار سوا منتحدى الصعوبات”.

للصور الكاملة لهذا الحدث نرجو الضغط على الرابط التالي

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10164993747725167&id=714780166

صويص

من جهته، تحدث رئيس قطاع الاردن المهندس ادولف صويص بإسم الوفد الاردني الليونزي، ملقيا التحية لبيروت وأهلها وصمودهم في هذه الظروف.

وقال: “من هنا حق لهذا المؤتمر أن يرفع شعار بيروت ما بتموت، فالموت سكون وبيروت حركة وعطاء والموت خروج من الحياة وبيروت الإرادة وصنع الحياة. إنها بيروت القابضة على عبق التاريخ الذي هو ظل الإنسان على الأرض، وبيروت المتصالحة مع الجغرافيا والتي هي ظل الأرض على الإنسان. لأننا نؤمن بهذه الارض وضعنا أنفسنا بتصرف هذه العاصمة الحبيبة وكانت مساهمتنا المتواضعة في حملة راجعين عالبيت من قطاع الأردن”.

‏لاحقا تم عرض فيلم وثائقي تناول جائحة كورونا ومساهمة الجسم الطبي في كيفية مواجهته، وتلاه تكريم الدكتور البزري، الذي اشار في كلمة الى أن “التكريم يتسلمه اليوم، بإسم جميع العاملين في مواجهة فيروس كورونا وكل الذين لا يبخلون بالوقت والعطاء”.

وأشار الى أن “عملية اللقاح ساعدت كثيرا في تخفيض عدد الإصابات والى المزيد من العمل الجاد للمضي قدما من نفق كورونا”. وإذ شكر لفتة جمعية أندية الليونز الدولية وقدم التحية لكل الجسم الطبي والتمريضي في لبنان على الدور الذي يقومون به، طالب المواطنين ب “التزام الإرشادات الطبية لما فيه خير لوطننا”.

بعدها كانت لوحة فنية عن الجسم الطبي في مواجهة جائحة كورونا.

سعادة‏

بدوره، قال حاكم جمعية أندية الليونز المنطقة 351 الدكتور جان كلود سعادة: “كالرمح تعودنا الوقوف حين يكون الوقوف واجبا، وبسن الرمح نحمي الارض وأهل الارض. نعم، كطائر الفينيق ننبعث من جديد، من قلب الدمار القاتل، من رحم المحنة الشرسة، من ويل الويلات نخرج، لنبعث رسالة محبة وصمود وحياة، لأننا ابناء الحياة، لأننا أبناء لبنان الرسالة، لأننا ابناء بيروت التي لا تنكسر، بيروت التي لا تموت. في الرابع من آب 2020، تعمدت بيروت بدماء الأحبة، وصرخة الإنفجار، كسرت الصمت والزجاج والحجر والبشر، وبعثرت خير المخازن والنفوس. وها نحن هنا اليوم لنبعث برسالة للعالم كله، أن في الدمار حياة، في الموت أمل، في الألم رسالة، وفي بيروت قلب اصيل ينبض أبدا سرمديا”.

وأضاف: “تسعة أشهر ونيف مرت، ولم تلد القضية حقيقة ما حصل، وإنتبهوا، إذا سكت البشر هذه المرة، ولن يسكتوا عن حق الذين استشهدوا، لن يرحمكم الحجر، ولن يسكت الا في تعويض الأحبة بالحقيقة وفقط الحقيقة. نحن هنا اليوم، نفتتح أعمال مؤتمرنا الثاني والخمسين، بحضور فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ممثلا بمعالي الوزيرة غادة شريم”.

وتابع متوجها الى رئيس الجمهورية: “فخامتكم، نعرف أن الجرح هنا قد أضنى فؤادكم، كجرح المشاكل المتلاحقة التي آلمت كل الوطن. صحيح أن ما قبل 4 آب ليس كما بعده، غير أننا واثقون بأن العدالة آتية لا محالة. نريد الحقيقة يا فخامة الرئيس، نريد حق الذين قدموا أرواحهم، بمرفأ تعودنا عليه بوابة خير وميناء آمنة. تمر الأشهر وعلى بعد الذكرى السنوية الاولى، ما زلنا في المربع الأول، أوليس الوقت قد حان لنمسك بطرف الأمل؟ لن يذهب دماء شهداء المرفأ سدى. ونعرف أنكم الأمينون على دستور الوطن، وبأنكم تجهدون الوصول الى الأجوبة التي ينتظرها، كل الشعب. لماذا حصل ما حصل؟ من المقصر أو الفاعل أو المشارك؟ متى الحقيقة؟ ماذا حصل بالتحديد وكيف؟ الا أن السؤال الذي نعرف جوابه هو أين حصل الإنفجار؟ لا ليس في مرفأ بيروت وحسب، بل في قلب كل لبناني أينما وجد، فهذا الحدث طبع العمر بصورة لن ننساها ولا تشبهنا”.

وتحدث عن حملة “راجعين عالبيت”، وقال: “من قلب الدمار أردناها راية تعلو إيمانا، حملة خطيناها رسالة لكل الذين إعتقدوها النهاية، فأكدنا أنها مرحلة كسابقاتها، وبأننا قادرون على فعل المستحيل. حملتنا، هدفت ترميم الحجر، ونفض الغبار والأنقاض، عن شعب يصمد من محنة لمحنة، من وجع لوجع، من خيبة لخيبة، ويخرج من الآلام مزهوا مرفوع الرأس منتصرا. لبت عائلتنا الليونزية في المنطقة 351 النداء، من كل الأندية في لبنان، الأردن وفلسطين، تماما كما عائلتنا الليونزية في العالم كله، حيث ما كلوا العمل بالجهد والمساعدات، ومساندتنا في هذا الظرف العصيب”.

وقال: “مع المؤسسة العسكرية وكل الخيرين نحن مستمرون لحين عودة جميع أهالينا الى بيوتهم. لأننا رممنا الحجر في البيوت ودور العبادة والمدارس والجامعات، داوينا البشر بالوقوف سندا حصينا، وكانت سنابل قمح مركز الخير الليونزي وبيت العطاء، بركة من قلوبنا لقلوب أهل بيروت والضواحي”.

وعن اللغط الذي حصل قبل يوم من الإحتفال مع أهالي شهداء المرفأ، قال سعادة: “ما خذلنا الناس يوما. ويعلم القاصي والداني أننا نخدم من دون مقابل ولا ننتظر الشكر، لأنه واجبنا ولهذا الواجب نعمل، بلا كلل ولا منة، ولا نوفر الجهد بالعطاء والمحبة. هكذا طبقنا ليونزيتنا بفخر السنوات وجهد الليونزيين كل الليونزيين. هنا إسمحوا لي في هذه المناسبة، أن أشكر كل ليونزي في لبنان والعالم، لأنه قدم فلس الأرملة من جيبه في هذه الظروف التي تمر في العالم. طالعتنا حملة جائرة على مواقع التواصل الإجتماعي وبظلم الكلام تعرضوا لنا، ورشقونا بشوك الورود التي قدمناها وبمحبة. لا ليس نحن من تشيطن خدمتنا. لا ليس نحن من تبادل محبتنا بهكذا حقد أعمى. لا ليس نحن من يكتبون عنا بنيات سيئة، بعيدة كل البعد عن نياتنا الصافية. ليس نحن من يهتم بالقشور وينسى لب وجع الناس. ليس نحن من نوصف بالصفات التي قيلت، ونحن بشفافيتنا وصدقنا مثال الجمعيات الناجحة في لبنان والعالم”.

وأنهى سعادة كلمته بتحية للراحل زكي ناصيف الذي غنى راجع يتعمر لبنان، وأشار الى أن “بيروت راجعة تتعمر وأحلى ما كانت وبيروت وجدت لتعيش بيروت ما بتموت”.

شريم

وقالت شريم: “شرفني رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتمثيله في هذه المناسبة العزيزة على قلبه وهي إفتتاح مؤتمر أندية الليونز الدولية الثاني والخمسين، التي جعلت العطاء عنوانها ومساعدة الانسان، فمشاريعها الخدماتية، الانمائية، التربوية، الطبية والاجتماعية خير دليل على ذلك وخير شاهد على هدفها الاساسي ألا وهو تركيز الانسان في أرضه وترسيخه فيها ولو في عز الازمات”.

أضافت: “لعل حملة راجعين عالبيت التي أطلقتها المنطقة الليونزية 351 لبنان الاردن وفلسطين بعد كارثة انفجار المرفأ في بيروت في 4آب 2020 خير مثال على ذلك، اذ هب الليونزيون وفور وقوع الانفجار، الى مساعدة المتضررين في المناطق المنكوبة دون تمييز بين مواطن وآخر، وضمن الامكانات المتوافرة، بحيث تم ترميم الاف المنازل والكثير من المدارس والمآوي والمستشفيات…”.

وقالت: “هذا مع العلم أنه وعلى أهمية كل هذه المساعدات يبقى جلاء الحقيقة ومعاقبة المرتكبين في جريمة المرفأ هما التعويض الاساسي لكل اللبنانيين وليس فقط للمتضررين، فالحقيقة وحدها تشفي غليل أهالي الشهداء وتعوض عليهم ولو جزئيا خسارة أحباء فقدوهم على غفلة وبدون مبرر”.

وتابعت: “إن معرفة من ارتكب هذه الكارثة بحقهم وجلاء كل ظروفها حق لكل لبناني وحق لارواح الشهداء وللشهداء الأحياء ولجميع المتضررين، وهو مطلب أصر عليه فخامة الرئيس منذ اليوم الاول وينتظر نتيجته من القضاء باسرع وقت”.

وختمت شريم: “لمناسبة افتتاح اعمال المؤتمر الليونزي الثاني والخمسين يشد فخامته على أيديكم، ويتمنى لكم المزيد من التقدم والنجاح في أعمالكم، فانتم النور المضيء في هذا الظلام الذي يلف المنطقة، ووسط الحروب التي تحصد الابرياء وآخرها ما يحصل اليوم في فلسطين وما يتعرض له الاهالي من أخطار يومية تزيد من إصرارهم على البقاء والصمود في أراضيهم”.

وفي نهاية الإحتفال تم إلتقاط الصور التذكارية بالمناسبة.

للصور الكاملة لهذا الحدث نرجو الضغط على الرابط التالي

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10164993747725167&id=714780166

WP2Social Auto Publish Powered By : XYZScripts.com